برد وصقيع وأزيز الرصاص

في غمرة من برد وصقيع وأزيز الرصاص
أمضينا ليلة سميتها ليلة سقوط أحلام البسطاء .
كنت في تلك المدينة المسماة “عدرا العمالية” ببساطتها ونازحيها وفسيفسائها
في تلك الليلة لم أتخيل شئ ولم أحلم بشئ لأن الواقع كان يخبئ لنا ما يفوق الخيال والحلم
وذلك حين أقتحم مجموعة من المغول والتتر هذه المدينة وقاموا بتجسيد دور ” الله ” في محاسبة خلقه . فأقامو الحدود والتشريعات وفقاً لما تتطلبه شروط ” المعركة ” فكان جز الرقاب سيد الموقف …
ماحصل في هذه المدينة لم يعد خافياً على أحد ولاسيما أن الكاميرات توثق ما لنا وما علينا .
لم أستطع أن أجيب من كان يسألني عما حصل في الأيام الأولى فقد كنا للوهلة الأولى نسمع ولم نرى لكن القادم كان أقسى وما هي إلا يومين حتى خرجنا من أقبية المنازل ورأينا ” أسودً ” تشابه قاتلها …
كان أول ما رأيته “خبز” كانت قد غيرت لونه الدماء وقتها أدركت أن القادم أعظم
رأيت جثثاً مكبلة الأيدي للخلف رأيت أنصاف رؤوس وأنصاف أجساد ورأيت أطراف مبعثرة
شاهدت قاتلين جدد بلحية وعمامة يتصورون بجانب جسد وقد فارقت الرأس الجسد ليتصور أخر معه …
الفتوى جاهزة والقصاص معروف والجثث متناثرة والقاتل جاهز .

امتعاضك وتذمرك من هذه الممارسات يجعلك ضمن دائرة القصاص وبالتالي قد تصبح جثة بأحسن الأحوال وكله غيض من فيض فإن لم يسجل البشر فقد سجل الشجر والحجر …
النزوح هو جل ما اكتسبه الناس فمنهن من نال لقب نازح لأول مرة ومنهن نازح ويعيد ومنهن نازح سنة ثالثة .
استعضنا عن كلمة النزوح خوفاً من تذمر البعض منها فقررنا بدء ” التغريبة السورية ” أملً منا من الله أن يفتح ابواب السماء ويستجيب لنا بالدعاء ” اللهم دمر هذا الكوكب بمن فيه ” .
لاحاجة لتفاصيل أكثر فالمعظم يعلم ما حدث ومنهم من صفق وهلل ومنهن من ندد والنتيجة ان ما حصل قد حصل .
لما يتسنى لي سؤال أحد الكائنات التي حررت ” عدرا العمالية ” ثم سلمتها وحالياً تريد تحرير دوما ..عن مكاسبهن فقد مضى علي ما يقارب العام عند ” القاتل الأب ” نتيجة لما أقترفت يدا “القاتل الأبن” …
تعلمت كثيراً وأكتشفت أكثراً وزاد يقيني أكثر …
مازلت انتظر ياسر ووالدي وحسين ومازن وهاني والكثير الكثير …